قناعاتنا الراسخه

واجهتني مشكلة التعريف بنفسي عند رأس المدونة . هل يكفي الاسم او المهنة او السن او الدين . كم من الناس مشتركين فى الاسم والمهنه و الموطن والدين ثم تذكرت مقوله مشهورة للتعريف بالنفس وهى ( انت ما تؤمن به ) لكنى ارى انها غير مكتمله وأعتقد ان مضمون الانسان عباره عن جزأين
الاول هو القناعات الراسخة فى وجدان الشخص (ما وقر فى القلب )
و الجزء الثاني هو اداء الانسان فى الحياه (وصدقه العمل)
و لا ارى اهمية كبيرة لان يجد الانسان تعريفا لنفسه بقدر ان يجد فى محتواه عن قناعاته الراسخة فى وجدانه سواء الايجابيه او السلبية , فهي التى تؤثر فى سلوكه وتميزه عن سلوك الاخرين
فمثلا من القناعات السلبية المنتشرة بيننا ان الانسان يكون سعيدا عندما تنتهى مشاكل و منغصات الحياه التي تؤرقه مع علم كل منا
انه لا يوجد عمل الا وبه شخص يزعجك
و لا توجد حياة زوجيه بلا اختلافات
و لا توجد تربية اولاد بلا تعب اعصاب.
لكن وجود تلك القناعه بان السعادة تاتى بعد زوال تلك المنغصات يجعل السعادة شييء مستحيل حدوثه.
كذلك فمن قناعتنا السلبية ايضا ان توقيت السعادة يكون عند استلام الجوائز او عند اكل الثمره فقط وليس خلال فترات التعب و المجهود للوصول للجائزه او فترات الزرع و الحرث.
وفى هذين المثالين نجد انه لكى نشعر بالرضى مع وجود المنغصات وان نشعر بالسعاده خلال مراحل العمل لقطف الثمار ايضا يجب اولا تغيير تلك القناعه.
و أخطر تلك القناعات السلبية هى ما نتأثر به من موروثات بيئتنا ومجتمعنا و اعلامنا لأنها تؤثر فى مجموع الناس وتتوارثها الاجيال للاسف
و أرصد منها مثلا:
القناعه بانه على الاخرين ان يتغيروا أولا فى معاملاتهم حتى نعاملهم بالحسنى.
او مثلا نظرتنا الدونيه لبعض المهن.
او احترامنا المبالغ فيه لاصحاب المال او المكانه فى المجتمع.
او اختلاف طريقة تعاملنا مع الأشخاص حسب وسامتهم او لون بشرتهم او مكان نشأتهم
أو نظرتنا لسذاجة الذى يتنازل عن حقوقه للأخرين حتى لو كان عن مقدره أو موده.
أو أرتباط النظره للإلتزام الدينى بالرجعية الفكرية
أو ..أو....ألخ من تلك القناعات والسلوكيات الجماعية التي تعم مجتمعنا.
وطبعا لا يخفى على كل منا مسئوليته فى مواجهة انتشار تلك السلوكيات أو القناعات فى محيطه الصغير, أبناؤه اخوته, زملاؤه, أوعلى أقل الاحوال بأن يغير قناعاته السلبية لنفسه أولا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الاخ العزيز عمو خالد كل يوم تفاجأني بتطلعاتك الجميلة والمشروعة والمرتبطة بالناس وكيفية الافادة والاستفادة بس حبيت اقولك الحقيقة المرة احنا اصبحنا في دوامة والساقية بتدور ومحدش فاهم حاجة
نبيل

خالد العاقل يقول...

الاخ العزيز نبيل :
اولا: اشكرك على تخوفك على احباطى من خلال ابلاغك لى بالحقيقه المره..النيه كويسه ومقبوله لكن
1-مجرد انك رغم كل انشغالاتك لكنك بالفعل لقيت وقت تقرأ و تكتبلى.ده فى حد ذاته أنجاز
2-مش كل الناس دايرين فى الساقيه زى ما بتقول لكن يوجد الكثير جدااختاروا استبدال اوقات فراغهم فى النت فى الاطلاع على مواقع جيده بدليل المجموعات البريديه الجاده وعدد كبير من زوار المنتديات الهادفه وزوار المواقع العلميه والدينيه...لسه فيه فى الدنيا ناس مش مربوطين فى الساقيه
3-انا مقتنع بمقوله رائعه انه فى زماننا المعاصر أن كميةالغير متوقع اكبر بكتير من الذى نتوقعه..اقصد ان الواحد لا يعلم ولايتوقع المدى الذى تصل اليه تصرف او كلمه تقولها فيسمعها أحد ما وتترك صدى فى أذنه لعدة أعوام فيأتى أخرلتأكيدها أو البناء فوقها ليكون وقتها شيئ ما ..له مردود.
4-و ايه المشكله بدل ما نتناقش احنا الاتنين داخل تشات مغلق ..ان تبقى مناقشتنا فى العلن..يمكن ده يدرب الواحد على حسن التعبير عن النفس ويخللى الواحد مسئول عن كلامه ويقربه من جدية تنفيذ كل اللى بيقوله.
5-كنت سأكون أكثر سعادة لو انك عرضت فكرتك بشكل اكثر ايجابيه كأنك مثلا تقترح على طريق تانى أسعى فيه و يكون اكثر واقعيه واحسن انجازا ,وأعلم انه لديك الكثير.
6-أن نيتى الاولى كانت تجميع بعض الافكار التى قد يطلع عليها أبنائى أو أبناء أبنائى بعد وفاتى عسى أن أجنى من ذلك بعض ثواب الاخرة.
7-اخيرا..وكما أعلم أنك تعلم.. اننا مطلوب منا السعى وليس ادراك النتيجه., وأشكرك ثانية ومقدما على سعة صدرك لكلامى.