أما أن تقتنع برأيي و الا.....

بالأمس و أثناء مناقشة أحد الموضوعات العامة مع صديق لى تبين أن رايي مختلف تماما عن وجهة نظره ..تصاعد النقاش وأحتد بشكل مبالغ فيه لأصرار كل منا أن يقنع الأخر بوجهة نظره
بالتأكيد ليست حاله خاصة لكنها تحدث يوميا مع الكثير منا..فى البيت مع الاهل وفى العمل مع الزملاء و حتى فى الميكروباص مع من لانعرفهم و نغتاظ منهم لأختلافهم معنا و عدم اقتناعهم بأفكارنا
وبدأت أفكر فى تلك الدوافع التى تسبب أصرارنا على اقناع من حولنا و حالة الغيظ أو اسقاط الأخر فى حالة اختلافه معنا
وفى الحال انهمرت فى مخيلتي الاسباب السلبية الشريرة لتلك الدوافع. فدائما يتفنن ابليس فى تعدد اسباب و مبررات الشر فى حواراتنا فتارة يدخل من خلال حب تقدير النفس و الاعتزاز بها فيصر الواحد منا على اظهار تفوقه و ثقافته وعمق تفكيره
وتارة يدخل من خلال الزهو و الفخر بحسن البيان و نظم أسلوب الكلام
وتارة يدخل من باب المنه بالجميل و الفضل فى حال أننا أقنعنا من حولنا ثم جاء الخير مواكبا لذلك
و ياسلام عندما يأتي من جهة اظهار الواحد منا بمظهر المتفتح ذو العقلية المرنة الراقية عندما نتراجع عن وجهة نظرنا و نكسب جولة الشجاعة الأدبية
أما أرقى الأباليس فهو الذى يدخل من جهة أن يتبنى الشخص نية الحامى لمبادئ القيم و المثل العليا و حب الخير للغير وأن نفيد من حولنا بخبراتنا ..متهيألى هو ده الابليس اللعيب الهداف اللى بياخدوه فى الماتشات الصعبه.
وهنا بدت لى المقارنة التالية بين حالتين :
الأولى: أن تكون النيه هى الوصول للمثالية وحماية المبادئ وينتهى الحوار بأقتناع صديقى بكل أرائى المفيده طبعا و تنعكس عليه بالخير.
الثانية:أن تكون النية هى ثواب الأخرة من مبدأ "و تواصوا بالحق" ومع انتهاء الحوار بعدم اقتناع صديقى أو حتى أى أحد أخر بوجهة نظري.
بالطبع وبحساب نظريات المكسب و الخسارة و مهما بلغت محبتى لصديقى فأن حب الانسان لنفسه أهم خصوصا فيما يتعلق الأمر بالأخرة فمتى ما وضع ثواب الأخرة فى كفه فلن يساويها أى شيئ أو أى أحد.
و طالما اخترت هذا الأختيار فأنه لا مبرر طبعا للغيظ أو الحنق على أى أحد طالما أجتهدت و بلغت وكسبت الثواب بأذن الله..
و يتبقى الدعاء أن ربنا ينزلنا من الميكروباص بالسلامه.

هناك تعليقان (2):

فنان مسلم يقول...

معاك حق في كل اللي قلته يا عمو خالد .
فيه نوع من الناس النقاش معهم بيكون كأنك بتخبط دماغك في الحيط .
أحسن حاجة الواحد يعرض وجهة نظره وخلاص .

خالد العاقل يقول...

الى الفنان المسلم: من كلامك باين عليك بتنحت فى الصخر..ربنا يعينك