تشجيع....مختلف عن تشجيع كرة القدم

أتلقى من حين لأخر كلمات تشجيع جميله فى الردود على المواضيع السابقه ..وأخرها من الصديق (مسلم) الذى استنفرنى للكتابه فى هذا الموضوع بأستفاضه. فشكرا للجميع.
.......
كم مرة بدأت عزيزى القارئ بعمل ما جدير بالأحترام و بدأته بهمه عاليه ثم بدأت الهمة تخبو حتى طواها النسيان..ولو كان هناك وقتها من يدفع عزيمة الأصرارلديك على الأستمرار , ولو بكلمه ..من يدرى ربما كتب الله لك الأستمرار و النجاح.
أننا عندما نسمع كلمة تشجيع وخصوصا من المقربين أو ذوى القيمه, فأننا نثق بأنفسنا و وتجعلنا نتفانى فى أعمالنا وترفع من همتنا و نتأكد أننا على الطريق الذى يصل بنا للفائده سواء لنا أو لغيرنا.
صحيح أن المفروض سلفا أن تكون نيتنا فى ذاك العمل هو أبتغاء رضا الله فقط.. وفى تلك الحاله فأن علينا الأصرارعلى العمل لوجه الله حتى لو لم نسمع أى كلمة شكر أو تأييد.
لكن نفسيتنا البشريه تتوق لسماع تلك الكلمات من أن لأخر..ولم لا.؟ ربما نجنى ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخره.
..
و لا اخفى سرا أذا قلت أن سبب تلك المدونه هو كلمة تشجيع ارسلها لى (م .رفيق) على رسالة انتقيتها لأقوم بتدويرها بالأيميل على أصدقائى..مما جعلنى أجد أن مازال هناك من الناس من يهتم بالموضوعات الجادة التى تكون غالبا ثقيلة الظل على من تعود على الموضوعات المسليه الخفيفه.
وهناك نوع أخر من التشجيع وهو أن يكون لك السبق بقول شيئ أو بعمل شيئ مفيد.. حتى لو لم يكتمل.. فيكون له تأثيرعلى أخرين لأتمامه أو اتمام عمل أخر بموازاته..
وأستدل على ذلك بأننا جميعا صادفنا مواقف كنا نتمى فيها قول أو فعل شيئ مفيد..وعندما تأخرنا..قام أخر بالتقدم والسبق..وهذا جعلنا نقرر فيما بيننا أنه لو صادفنا هذا الموقف مرة أخرى لتقدمنا بالخير دون تفكير أو تأخير وأيضا ذلك حدث معى فى هذه المدونه حين سبق صديقنا (الفنان المسلم) بعمل مدونته مما كان له الأثر فى تشجيعى للبدء بتلك المدونه
..
وما الذى يمنعنا من تشجيع من حولنا: يمكن أن تكون واحده من عدة اسباب منها:
أننا لا نعى مقدار الأهمية لكلمة الأستحسان عند من تصل اليه الكلمه
أو ربما لأستصغارقيمة ثوابها
وربما لأحساس دفين بأننا عندما نستحسن فعل الأخرين فأن فى ذلك تقليل لقيمتنا أو بأن من نمدحه يعلو شأنا عن أنفسنا ..وهنا يكفى القول بأن سر سعادتنا و نجاحنا هو تفوقنا على أنفسنا و ليس تفوقنا على غيرنا
أو ربما لأحساس أخر بأن نتيجة استحساننا لغيرنا بأن ذلك يعود على من نمدحه بأن يصبح مغرورا بعمله أو متكبرا فى نفسه..وهنا أقول هل جربنا معه ذلك مره ؟ أم ذلك مجرد توقع ؟ لماذا لا نجرب ولو مرة ونرى المردود ؟ وثقتى بأن المردود سيكون أيجابيا وستجد حسن تقدير كلمات التشجيع وستجد أيضا العرفان بالجميل و الحماس للعمل الجاد ..الخ من ايجابيات رفع الهمه.
..
أما من ناحية معاول الهدم فلنتحدث بلا حرج فما أكثرها و ما أسهلها..و المحترفون منهم يدخلون من مدخل النقد .لكن فى أعتقادى أن النقد لا يكون بناءا الا عندما يبدأ بذكر المحاسن والإيجابيات يليها تحليل نقاط الضعف ثم يكون مذيلا بتقديم حلولا أو بدائل. و حتى لو كأن الرأي الناقد هو ضرورة هدم الفكره من أساسها... فأنه فى تلك الحاله لابد من طرح الفكره البديله هنا فقط يكون النقد بناءا.
.. وأما عن طرق التشجيع فما أكثرها ..قد تكون عبارة بسيطة، زيارة قصيرة، فعل خير ما، رسالة أو إتصال بالهاتف ..أو على ألأقل التشجيع السلبى...وهو عدم التثبيط و عدم تكسير المجاديف السايرة
..
وأخيرا قبل أن انهى لا أنسى أن أذكر أنه أذا كان الكبار يموتون أنفسهم عطاءا و حماساً وهمّة بدافع التشجيع فكيف بالأطفال و المراهقين أصحاب القلوب و العقول الغضه القابله للتشكيل و التطوير فكم من العلماء و العباقرة ذكروا لنا فى شيخوختهم أن سبب بزوغ حماسهتم هو كلمة تشجيع أثرت فيهم فى وقت كان الأحباط هو السمه الغالبه لبيئتهم المتواضعة.
..
و ندعو الله تعالى ألا نكون ممن قل عملهم بسبب كثرة نقدهم للأخرين و الا نكون ممن قال فيهم (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)

حبيبي أيوه..شريكي لأ

طبعا ما اقصدش كلام حبيبه...انما بأقصد ما يدور فى ثقافتنا من تفضيلنا للعمل الفردى و رؤيه متأصله لمساؤي أى شراكه فى عمل ما.. و الأمثله كثيره عندنا فى فشل كثير من محاولات العمل الجماعى حتى من بين المقربين لبعض ..
لكن هذا ليس حال الغرب..انهم يعلمون أبناؤهم أن 1+1= 10 و أحيانا 100 معللين ذلك بأن لو واحد فكر مع واحد تانى فأنه ينتج عن ذلك ربما عشرات الأفكار.
و نحن أيضا مقتنعين بالمبدأ و بالمرجعيه (وتعاونوا على البر و التقوى) و كل حاجة أما الواقع و التطبيق تجد أجابات كثيرة تبررعدم فعالية العمل الجماعي و التهرب منه.
تحاورت مع صديقى KHK لمدة وجيزة جدا للأجابه عن : لماذا نحن هكذا ؟ و كانت المحصله كالتالي:
1- لأننا عندما يفكر مجموعة ما فى مشروع انتاجي .كمثال للتعاون فى عمل ما ..نجد اختلاف أو حتى تضاد في المرجعيات فتجد من يفكر بمرجعية أن المصلحه المادية أولا و منا من مرجعيته الوضع الاجتماعي ونظرة الناس أو تكون مرجعيته الكم أهم أو تكون مرجعيته الأتقان و الكيف أهم أو تجد البعض يفكر بطريقة "أخطف و أجرى" و الاخرين بمرجعية البناء طويل الأمد و حتى الذى يجعل الشرع مقياسا فتجده يكيفه بحسب رأيه.
2- أو لأننا لم نتعود على التعايش مع من يختلف عنا فى وجهة النظر.
3- أو ليس لدينا المرونة الكافية التي تجعلنا نعدل من رأينا..واحساسنا بنعرة الذات و بأنه من العار أن نعلن خطئنا فى أى قرار. الا طبعا الأخطاء اللى من فصيلة انى غلطت انى وثقت فيه أو عيبى الوحيد انى كريم مع كل الناس.
4- لدينا مشكلة كبيرة في أسلوب الحوار. و أختيار الألفاظ المناسبه و تجاوز حد اللياقه فى أنتقاد الأخرين.
5- أننا نربط الأختلاف فى العمل بأمور نفسية و عاطفية تزداد فى نفوسنا حتى تؤثر سلبا على أداء العمل
6- أو ممكن أن يكون بسبب عدم الثقة فى وجود محتوى و مضمون جيد داخلنا مما يجعلنا نتزلزل من الداخل عند مواجهة أى أختلاف مع شريك العمل .
7- أو لأننا تعودنا لسنوات من العمل بطريقة رئيس شركة يدير عمال وليس بطريقة شركاء بنفس القدر.
طبعا تحليل أسباب المشكله دايما أسهل من أيجاد الحلول لكن هذه مشكلة ثقافة جيل تحتاج زمن طويل لتغييرها..لكن ربما تأخذ خطوات أسرع عندما يتقدم مجموعة من المقتحمين و يضربوا لنا المثل و القدوة للعمل الجماعي الناجح. فهل نحن لها ؟

كلنا ينتمي .. علمنا أو لم نعلم :

الانتماء فيما اعتقده هو احساس الفرد بانه عضو فى مجموع لهم صفات مشتركه أو لهم مبادئ مشتركه وبالتالى فهو يؤمن بذلك المجموع يتبناه ويدافع عنه بوصفه جزء منه يألم لتألم المجموع ويسعد بتطورالمجموع.
وهذا المجموع قد يكون مادى أو معنوى
فالأنتماء المادى مثل الانتماء للوطن أو للمدينة أو للشركة التي تعمل بها أو لأفراد قبيلتك أو أسرتك أو حتى ناديك الرياضي أو..أو.
والانتماء المعنوى مثل الانتماء لمعتقدات أوأفكار حزبية أو مبادئ مثل الديمقراطية أو الاشتراكية أو الرأسمالية أو العلمانية أو ..أو.
والبعض يري أن الأنتماء للدين يغنى عن النوعين السابقين لقناعتهم بأنه يضم فى محتواه الصحيح من كل منهما.
ولقد أثارتني بالأمس مقالة لأحد الأطباء المرموقين يعلن فيها أنتماءة الى فكر أو مبدأ العلمانية ولا أنكر أنه فى وقت ما كنت أتبنى هذا الفكرحيث كان يلتبس على مفهومه نتيجه لما يروجه لنا مثقفينا من مفاهيم مغايرة تماما لما يعنيه الغرب.
وأعتقد ان تلك الحاله التبست أيضا على كثير من مثقفينا لدرجة أن كتب زكى نجيب محمود مقاله مطولة بجريدة ألأهرام بعنوان عين فتحه عا.. فقط لشرح النطق الصحيح للترجمه العربيه لكلمة secularism العلمانيه بفتح العين أي المرجعيه للعالم الدنيوى الذى نعيش فيه وهذا هو المفهوم العالمى للعلمانية وهو ليس مرجعية للعلم الذى لايختلف عليه أحد.
و الخطر هنا أن يعلن أى منا انتماؤه الى شيئ لا يعلمه أو على أقل التقدير لا يعني مفهومه الحقيقى كما يفهمه الغرب فيصبح دون أن يدرى أحد المروجين لهذا الفكر.
فى المقالة السابقه طرحت عناوين مبدأ الديمقراطيه أما هنا أوجز فقط تفسير كلمة علمانيه فى أشهر معاجم و دوائر المعارف لأوروبا والغرب لعلنا نعرف قبل ان ننتمى.
في معجم اللغة البريطانية :عن مادة " علمانية " ما يلي :
1 ـ علمانية secularism ما يهتم بالدنيوي أو العالمي كمعارض للأمور الروحية ، وبالتحديد هي الاعتقاد بالدنيويات .
2 ـ العلماني secularist وهو ذلك الشخص الذي يؤسس سعادة الجنس البشري في هذا العالم دون اعتبار للنظم الدينية أو أشكال العبادة .
3 ـ علمانيـة secularity أو secularism أي محبة هذا العالم ، أو ممارسة أو مصلحة تختص على الإطلاق بالحياة الحاضرة .
4 ـ يعلمن seculariye يجعله علمانياً ، يحّوله من مقدس إلى دنيوي ، أو من راهب إلى دنيوي .
5 ـ علماني secular ما يختص بهذا العالم أو بالحياة الحاضرة ، زمني أو عالمي أو ما يناقض كل ما هو ديني أو روحاني أو ما لا يهتم بالدين ، أو ما ليس بمقدس.
وفي معجم أكسفورد بيان معنى كلمة secular كما يلي :
1 ـ دنيوي أو مادي ، ليس دينياً ولا روحياً ، مثل التربية اللادينية ، والفن والتربية الموسيقى اللادينية والسلطة اللادينية ، والحكومة المناهضة للكنيسة .
2 ـ الرأي الذي يقول : إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.وفي معجم ويبستر : علماني : دنيوي ، ومن معانيه الشيء الذي يحدث مرة واحدة في عصره أو جيل ، أو شيء وثيق الارتباط بالحياة المعاصرة ، وأشهر معانيه الآن : الأشياء الدنيوية المتمايزة عن الأشياء الروحية غير العقدية ، وغير التي لها صفة الخلود.
وفي قاموس المورد:
العلمانية تعني حرفياً " الدنيوية " أو " المذهب الدنيوي " . وفيما يخص اللغة الفرنسية كلمة seculaireتعني : " دنيوي . زمني ، عامي ، قرني ، دهري ، ترابي ، عالمي أو عالماني ".
وفى دائـرة المعارف البريطانية:
نجد كلمة secularism أنها حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها
وفي دائرة المعارف الأمريكية :
العلمانية نظام أخلاقي مستقل مؤسس على مبادئ من الخلق الطبيعي ، مستقل عن المظهر الديني أو الفوق طبيعي ، إنها عرضت لأول مرة في شكل نظام فلسفي بواسطة جورج جاكوب هوليوك حوالي سنة 1846م في إنكلترة ، إنها سلمت لأول مرة بحرية الفكر ، وبأن من الحق لكل إنسان أن يعتقد بنفسه ما يريد ، وطبقاً لهذا التسليم ، وكتتمة ضرورية له يكون من الحق أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول كل الموضوعات العقائدية ، هذا الحق في اختلاف الرأي لا يتفق بدون حق تبرير ومناقشة ذلك الاختلاف ،
ونختم برؤية دائرة معارف الدين والأخلاق التي تقول :
العلمانية توصف بأنها حركة ذات قصد أخلاقي منكر للدين ، مع المقدمات السياسية والفلسفية ، فهي مؤسسة بقصد إعطاء نظرية معينة للسلوك والحياة ، وهي تتبع في ذلك المذهب الوضعي الأخلاقي ، منذ أن تكفلت أن تعمل هذه دون الرجوع إلى الألوهية أو الحياة الآخرة ، ولهذا فقد كان مطلبها هو تتميم " إكمال " وظيفة الدين " العقيدة " خالية من الاتحاد الديني ، ولذلك فإنه يجدر بها أن تكون ديناً إنكارياً سلبياً

أما أن تقتنع برأيي و الا.....

بالأمس و أثناء مناقشة أحد الموضوعات العامة مع صديق لى تبين أن رايي مختلف تماما عن وجهة نظره ..تصاعد النقاش وأحتد بشكل مبالغ فيه لأصرار كل منا أن يقنع الأخر بوجهة نظره
بالتأكيد ليست حاله خاصة لكنها تحدث يوميا مع الكثير منا..فى البيت مع الاهل وفى العمل مع الزملاء و حتى فى الميكروباص مع من لانعرفهم و نغتاظ منهم لأختلافهم معنا و عدم اقتناعهم بأفكارنا
وبدأت أفكر فى تلك الدوافع التى تسبب أصرارنا على اقناع من حولنا و حالة الغيظ أو اسقاط الأخر فى حالة اختلافه معنا
وفى الحال انهمرت فى مخيلتي الاسباب السلبية الشريرة لتلك الدوافع. فدائما يتفنن ابليس فى تعدد اسباب و مبررات الشر فى حواراتنا فتارة يدخل من خلال حب تقدير النفس و الاعتزاز بها فيصر الواحد منا على اظهار تفوقه و ثقافته وعمق تفكيره
وتارة يدخل من خلال الزهو و الفخر بحسن البيان و نظم أسلوب الكلام
وتارة يدخل من باب المنه بالجميل و الفضل فى حال أننا أقنعنا من حولنا ثم جاء الخير مواكبا لذلك
و ياسلام عندما يأتي من جهة اظهار الواحد منا بمظهر المتفتح ذو العقلية المرنة الراقية عندما نتراجع عن وجهة نظرنا و نكسب جولة الشجاعة الأدبية
أما أرقى الأباليس فهو الذى يدخل من جهة أن يتبنى الشخص نية الحامى لمبادئ القيم و المثل العليا و حب الخير للغير وأن نفيد من حولنا بخبراتنا ..متهيألى هو ده الابليس اللعيب الهداف اللى بياخدوه فى الماتشات الصعبه.
وهنا بدت لى المقارنة التالية بين حالتين :
الأولى: أن تكون النيه هى الوصول للمثالية وحماية المبادئ وينتهى الحوار بأقتناع صديقى بكل أرائى المفيده طبعا و تنعكس عليه بالخير.
الثانية:أن تكون النية هى ثواب الأخرة من مبدأ "و تواصوا بالحق" ومع انتهاء الحوار بعدم اقتناع صديقى أو حتى أى أحد أخر بوجهة نظري.
بالطبع وبحساب نظريات المكسب و الخسارة و مهما بلغت محبتى لصديقى فأن حب الانسان لنفسه أهم خصوصا فيما يتعلق الأمر بالأخرة فمتى ما وضع ثواب الأخرة فى كفه فلن يساويها أى شيئ أو أى أحد.
و طالما اخترت هذا الأختيار فأنه لا مبرر طبعا للغيظ أو الحنق على أى أحد طالما أجتهدت و بلغت وكسبت الثواب بأذن الله..
و يتبقى الدعاء أن ربنا ينزلنا من الميكروباص بالسلامه.