ديمقراطية الرأى

الديمقراطية كلمة مشتقه من الكلمتين اليونانيتين Δήμος أو Demos وتعنى عامة الناس والثانية Κρατία أو kratia وتعنى حكم وبهذا تكون الديمقراطية Demoacratia حكم الشعب
.
و المفهوم الحالى للديمقراطيه يندرج تحته الركنان الرئيسيان وهما حكم الأكثرية وحماية حقوق الأقليات والافراد.
لكن فى ظل الامية والتخلف و عدم الوعى الثقافى التى يجتاح بيئاتنا و فى ظل التأثير الاعلامى الرهيب التى يتعرض اليها أفراد المجتمع أضافة الى ضغوط أعباء الوضع المادي السيئ وكذلك الأخلاقيات السلبية المتفشية فى كل طبقات المجتمع
.
في ظل كل ذلك ما الذي يضمن عدم جنوح الأكثرية من الناس الى ما هو غير سليم من قرارات أو أختيارات ؟
طبعا أنا بأتكلم عن الوضع النظري لفكرة الديمقراطية فى حد ذاتها ..أقصد الحالة المثلى للتطبيق..لذا وجب التنويه.
.
أما من حيث التطبيق فيكفى أن أوضح لكم المبادئ والمفاهيم السبعة للديمقراطية ولكم حرية تقييم نسب تطبيق كل منها فى مجتمعاتنا الديمقراطيه:
مبدأ حكم الأكثريّة (الأغلبية)
مبدأ تداول السلطات سلميا
مبدأ فصل السلطات و مفهوم تجزِيء الصلاحيات
مبدأ التمثيل و الأنتخاب
مفهوم المعارضة الوفيّة
مفهوم سيادة القانون
مفهوم اللامركزيّة
.........................................................ودمتم سالمين

المستقبل للأكثر عددا.... و فاعلية

لا اشك فى ان الانترنت سيكون هو العامل الرئيسي فى تغيير مفاهيم وقيم مجتمعاتنا خلال السنوات القادمة و بالأخص عندما يتاح للفئات الاقل دخلا –وهم كثير بالطبع- عندما يتاح لهم الانترنت كما اتيح سابقا الموبيل الذى كان منذ عدة سنوات قليلة فقط للمستخدمين من الفئات الاكثر دخلا.
و لا اعتقد عزيزى القارئ انك تشك فى ان القوى العظمى سابقا وحاليا تضع تحت سيطرتها وسائل الأعلام لما لها من الاهمية فى التأثير على مفاهيم الشعوب.
و خلال سنوات قليلة سيكون التعبيرعن الرأي على الانترنت خارج حدود السيطرة و سيكون للشعوب متمثله فى أفرادها رأى أخر.
و ستكون الغلبه للأكثرانتشارا وعددا من محررى المواقع والمنتديات والمدونات..الخ فأذا كان الأكثر عددا من ممن يؤمنون بالفكر الأشتراكى مثلا فسيكون لهم الـتأثيرعلى عوام الناس.
أما الذين ما يزالون يعتقدون بعدم اهمية تأثير الانترنت أو الذين يؤمنون بأن أقصى الطموح هو الاطلاع و التصفح فقط دون أن يكون لهم فاعلية فى محيطهم أو على صفحات الانترنت فأنهم بالتأكيد سيتركوا مكانهم فارغا و سيملئه الكثير من التافهين أو المحملين بأفكار غربيه أو فاسده وما أكثرهم .
و أعنى بالفعالية هو المشاركة الايجابيه و دعوة المحيطين بنا للمشاركة الايجابية بالرسائل وطرح الافكار والمواقف والتنبيه على الاخطار التى تواجهنا أو التى قد نغفل عنها أو الرد على المغالطات التى ترد على بعض المواقع.
وعلى جانب أخر من الفاعليه فمازلت أؤمن بأن كل منا قد وهبه الله نعمة تميز بها و أستفاد منها فى حياته وبالتالى فأن عليه أن يفيد من حوله بالشيئ الذى يجيده و يحبه وبذلك يكون قد أحسن حمد الله على تلك النعمه.
لذا أدعوك عزيزي القارئ أن تكون اكثر فاعلية حتى يكون لك لبنه من لبنات بناء مستقبل جيد... على الاقل لأنسان واحد يكون قد سمع عنك قولا فترك صدى فى أذنه لعدة أعوام فيأتى أخرلتأكيدها أو البناء فوقها ليكون وقتها شيئ ما ..له مردود فى الدنيا والآخرة.

أرجوك اضربني

الموضوع ده بمناسبة الحديث الاعلامي خلال الفترة السابقه عن قانون الطفل الجديد, تخيلت الحوار التالى بين أب و أبنه أو أبنته ذوى 9 أو 12 سنه:
الأب : اذا تخيلت انا شوفتك ماشى فى واحد من الطرق اللى بتوصل الى اكبر ملاهي العاب فى العالم و كنت انا عارف كويس جدا ان الطريق ده فيه حفر خفيه عميقه اللى يمشى فوقها يقع و يغوص فى الارض و يختفى . مش بس كده ,لأ وانت مصمم جدا انك تمشى فى الطريق ده...تفتكر ياابنى المفروض انى أعمل ايه ؟
الأبن : طبعا تقوللى علشان أخد بالى و أوصل للألعاب بدون خطر
الأب : ولو قلت لك أنى أعرف أولاد حاولوا ياخدوا بالهم قبل كده و برضه وقعوا و اصيبوا.
الأبن : طب هل فيه حد جرب الطريق ده ووصل سليم قبل كده
الأب : هو فيه فعلا ناس وصلوا قبل كده. بس حتى لما راحوا هناك ما انبسطوش من الالعاب.
الابن : فيه حد ما ينبسطش من الالعاب ؟ غريبه ! طيب هو فيه طرق تانيه بتوصل للملاهى ؟
الأب : هو دلوقتى مفيش...بس هو فيه أمكان تانيه اّمنه انا متأكد انك لو جربتها حتنبسط فيها جدا.هو المهم عندك انك تنبسط وخلاص و الا المهم الملاهى فى حد ذاتها ؟
الأبن : انى انبسط طبعا ..خلاص يبقى تقنعنى ساعتها وتوضح لى أن الخطر أهم وأكبر من الاستمتاع بالملاهى خصوصا انك بتقول ان فيه اماكن تانيه ح انبسط فيها .وساعتها ح أقتنع.
الأب : ولو قلت لك كل ده وبرضه ما اقتنعتش وقلت لى ساعتها هو انت متأكد فعلا ان ده فعلا بيحصل ؟ و الا سمعت كده ؟ مش يمكن الكلام ده مش صحيح؟؟
الأب : و أنا بصراحه بعد ما سمعت منك كده فكرت انى اسيبك و اقولك . قدامك حاجه من اتنين. يا اما تثق فى كلامي يا اما تجرب بنفسك وانت ونصيبك.
الأبن : لا .. لا خلاص ح اختار انى ما اروحش الملاهى واشوف المكان اللى بتقول عليه ده .
الأب : بس أفرض انك أصريت و ركبت دماغك و ما شفتش قدامك غير الملاهى ومش عايز تفهم أبدا ؟ أعمل ايه ؟
الأبن : مادام جربت الاقناع ومفيش فايده يبقى لازم تمنعنى بالعافيه, المفروض تضربنى المهم تمنعنى بأى طريقه.أمال يعنى تسيبنى رجلى تنكسر ؟
الأب : صحيح ده رأيك و الا بتقول كده وخلاص ؟ مقتنع فعلا بأن لو كان الخطر كبير كده يبقى الحل استخدام العنف معاك ؟ يعنى ساعتها ح تفهم أنا بأضربك ليه ؟ اتمنى ذلك..عموما ح نشوف... لأنى ناوي اضربك مقدما دلوقتى..

قناعاتنا الراسخه

واجهتني مشكلة التعريف بنفسي عند رأس المدونة . هل يكفي الاسم او المهنة او السن او الدين . كم من الناس مشتركين فى الاسم والمهنه و الموطن والدين ثم تذكرت مقوله مشهورة للتعريف بالنفس وهى ( انت ما تؤمن به ) لكنى ارى انها غير مكتمله وأعتقد ان مضمون الانسان عباره عن جزأين
الاول هو القناعات الراسخة فى وجدان الشخص (ما وقر فى القلب )
و الجزء الثاني هو اداء الانسان فى الحياه (وصدقه العمل)
و لا ارى اهمية كبيرة لان يجد الانسان تعريفا لنفسه بقدر ان يجد فى محتواه عن قناعاته الراسخة فى وجدانه سواء الايجابيه او السلبية , فهي التى تؤثر فى سلوكه وتميزه عن سلوك الاخرين
فمثلا من القناعات السلبية المنتشرة بيننا ان الانسان يكون سعيدا عندما تنتهى مشاكل و منغصات الحياه التي تؤرقه مع علم كل منا
انه لا يوجد عمل الا وبه شخص يزعجك
و لا توجد حياة زوجيه بلا اختلافات
و لا توجد تربية اولاد بلا تعب اعصاب.
لكن وجود تلك القناعه بان السعادة تاتى بعد زوال تلك المنغصات يجعل السعادة شييء مستحيل حدوثه.
كذلك فمن قناعتنا السلبية ايضا ان توقيت السعادة يكون عند استلام الجوائز او عند اكل الثمره فقط وليس خلال فترات التعب و المجهود للوصول للجائزه او فترات الزرع و الحرث.
وفى هذين المثالين نجد انه لكى نشعر بالرضى مع وجود المنغصات وان نشعر بالسعاده خلال مراحل العمل لقطف الثمار ايضا يجب اولا تغيير تلك القناعه.
و أخطر تلك القناعات السلبية هى ما نتأثر به من موروثات بيئتنا ومجتمعنا و اعلامنا لأنها تؤثر فى مجموع الناس وتتوارثها الاجيال للاسف
و أرصد منها مثلا:
القناعه بانه على الاخرين ان يتغيروا أولا فى معاملاتهم حتى نعاملهم بالحسنى.
او مثلا نظرتنا الدونيه لبعض المهن.
او احترامنا المبالغ فيه لاصحاب المال او المكانه فى المجتمع.
او اختلاف طريقة تعاملنا مع الأشخاص حسب وسامتهم او لون بشرتهم او مكان نشأتهم
أو نظرتنا لسذاجة الذى يتنازل عن حقوقه للأخرين حتى لو كان عن مقدره أو موده.
أو أرتباط النظره للإلتزام الدينى بالرجعية الفكرية
أو ..أو....ألخ من تلك القناعات والسلوكيات الجماعية التي تعم مجتمعنا.
وطبعا لا يخفى على كل منا مسئوليته فى مواجهة انتشار تلك السلوكيات أو القناعات فى محيطه الصغير, أبناؤه اخوته, زملاؤه, أوعلى أقل الاحوال بأن يغير قناعاته السلبية لنفسه أولا.